كانون1/ديسمبر 11, 2025

Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

مسرحية "كيما اليوم" ليلى طوبال

By تشرين2/نوفمبر 29, 2025 20

في زمن تتسارع فيه الأزمات وتضيع فيه البوصلة الأخلاقية والوجدانية، اختارت الفنانة ليلى طوبال أن تعود من بوابة الأسئلة الكبرى، عبر مسرحيتها الجديدة "كيما اليوم" العرض احتضنه مسرح الجهات مساء الخميس 27 نوفمبر 2025. عودةٌ تحمل الكثير من الدلالات، فالعمل هو إنتاج مشترك بين المسرح الوطني التونسي وشركة "الفن مقاومة"، وهو عنوان يُلخّص جوهر ما تقدمه طوبال.

الفن سلاحٌ ضد التفاهة والضياع، والمسرح فضاء للتذكير بجذور الإنسان. طفلة تغيب… فتنبعث الأسئلة اعتمدت المسرحية على مجموعة من الوجوه الشابة: مايا سعيدان، أصالة نجار، دينا وسلاتي، فاتن شرودي، خديجة محجوب، وأسامة شيخاوي، وقد شكّل هؤلاء الممثلون العناصر الأساسية لبناء مشاهد تقوم على الحركة، الإيقاع، والتوتر الدائم.

تدور الأحداث حول الطفلة "دنيا" التي تختفي بشكل مباغت بعد سماعها صوتًا غامضًا يدعوها للعودة إلى الطبيعة. هذا الغياب الظاهري يكشف حضورًا رمزيًا قويًا: البراءة التي يهجرها الإنسان حين يستسلم لصراعاته وتناقضاته.

تتحول "دنيا" إلى محور البحث، ليس بوصفها شخصية درامية فحسب، بل باعتبارها تلك "الذات الأولى" التي خسرناها في زحمة الحياة. متاهة السينوغرافيا… صورة مكثّفة للعصر جاءت السينوغرافيا التي صمّمتها ليلى طوبال محملة بالرموز جدران مثقوبة تشير إلى ذاكرة مثقلة بالشرخ والنسيان ...مساحات ضيقة تحاصر الشخصيات كما تحاصر الضغوط الإنسان المعاصر...ضوء خافت يتسلل من الفتحات يشبه الأمل الذي لا يختفي رغم تراكم العتمة. لم تكن المتاهة مجرد ديكور، بل كانت بحدّ ذاتها شخصية حاضرة على الركح، تتحكم في مسارات الممثلين، وتعيد تشكيل فضاء العرض بشكل مستمر، بما يخلق شعورًا بالخنق والبحث المحموم عن منفذ. موسيقى تخاطب الداخل رافق العمل موسيقيًا الفنان مهدي الطرابلسي، بينما أدت عبير دربال بعض المقاطع الصوتية، لتخلق الموسيقى حالة وجدانية تراوحت بين السكينة والانفجار. كان واضحًا أن المقاربة الموسيقية تتقاطع مع جوهر النص: صراع داخلي بين الهدوء والفوضى، بين ما نريده وما نخافه. عودة دنيا… عودة الإنسان إلى إنسانيته مع اقتراب نهاية العرض، تعود "دنيا" إلى الركح، لكن ليس كطفلة كما كانت. تعود كرمز للنضج ولإمكانية إعادة البناء من جديد. حضورها وسط الفراشات والألوان أعاد تشكيل المعنى: المتاهة ليست نهاية الطريق، بل يمكن أن تتحول إلى فسحة ولادة ثانية إذا امتلك الإنسان شجاعة مواجهة نفسه. رسالة العمل: الأمل لا يُعطى… بل يُستعاد تطرح “كيما اليوم” سؤالًا صريحًا على الجمهور: هل ما زال بإمكان الإنسان أن يمنح نفسه فرصة أخرى؟ وبين الحركة، النص، الموسيقى، واندفاع الممثلين، تتسلل الإجابة كما يتسلل الضوء من ثقوب الجدار: نعم… الفرصة موجودة، لكنها مشروطة بقدرتنا على الإصغاء لذلك الصوت الداخلي الذي يخبرنا بما فقدناه، وبما يمكن أن نستعيده. بهذا المعنى، لم تكن المسرحية مجرد عرض مسرحي، بل دعوة للتأمل، دعوة للعودة إلى ما تبقّى فينا من إنسانية… "كيما اليوم" تنتهي، لكن الأسئلة التي تتركها تستمر، وتهزّ فينا ذلك الشعور بأن الأمل، رغم كل شيء، ما زال ممكنًا.

اليومية

« كانون الأول 2025 »
اثنين ثلاثاء الأربعاء خميس جمعة سبت الأحد
1 2 3 4 5 6 7
8 9 10 11 12 13 14
15 16 17 18 19 20 21
22 23 24 25 26 27 28
29 30 31        

أحدث التدوينات

everymatrix altyapılı bahis sitelerikareasbetDeneme bonusu veren sitelersiyah bayrak at yarışı tahminlerikareasbet giriÅŸkareasbetbetingo giriÅŸyabancı dizi izleBetwild güncel giriÅŸgüvenilir casino sitelerigobahis giriÅŸyabancı dizi izlegobahis giriş1kareasbetcasino.comasper casino