كانون1/ديسمبر 11, 2025

Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

الفنان المسرحي : زمنه وأعماله نوافذ على تجارب مسرحية من العالم

By تشرين2/نوفمبر 29, 2025 11

أختارت الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية في دورتها السادسة والعشرين تغيير صيغة الجانب الفكري في المهرجان باعتماد تجربة جديدة وهي تجربة " المنتدى " التفاعلي عبر تقديم مجموعة من التجارب المسرحية البارزة في حوار مباشر مع الجمهور من نقاد وصحفيين وطلبة معاهد عليا للفنون .

المنتدى تواصل ثلاثة أيام 24 و 25 و 26 نوفمبر تحت عنوان : الفنان المسرحي زمنه وأعماله وكانت البداية مع فاضل الجعايبي في تقديم لعبد الحليم المسعودي مدير المعهد العالي للفن المسرحي بتونس الذي أبرز خصوصيات تجربة الجعايبي التي لخّصها ب" مسرح نخبوي للجميع " وهو الشعار الذي أختارته مجموعة المسرح الجديد التي كان الجعايبي من أبرز مؤسسيها .

 "همنا الأول هو أن نكون شهودا على عصرنا. أولئك الذين خلقوا المسرح لم يتحدثوا إلا عن عصرهم، مثل سوفوكليس وإسخيلوس، وما زالت أعمالهم تتردد أصداؤها حتى اليوم. وكان شكسبير أيضا متجذرا في ببيئته، وكذلك بريشت. ما يجب أن نسأل عنه اليوم هو: هل يستطيع المسرح أن يغير ذاتنا العميقة، ووعينا الباطن، وطبيعتنا الحيوانية؟" 

هكذا بدأ الجعايبي حديثه وأضاف : "لا يسعني إلا أن أعبر عن امتناني لمن سبقونا لإرسائهم هذه اللعبة الذهنية. لكن لا أستطيع إلا أن أتساءل: هل المسرح مفيد؟ هل قادر على تحويل حقائقنا الداخلية؟ أجيبكم: لا. المسرح يمكن أن يوقظ وعيا معينا، لكنه لا يستطيع أن يفعل شيئا ضد حيوانيتنا الداخلية. يجب أن نتوقف عن تزييف الحقيقة وادعاء أنه قادر على التغيير. إذن لماذا نستمر؟ ربما لأسباب كاثارسيسية أو علاجية…" وواصل  فاضل الجعايبي شرح رؤيته مؤكدا أنّ العالم يواصل الانهيار من حولنا، وأن المسرح لا يستطيع أن يمنع ذلك، مضيفا بالقول: "ومع ذلك، لا يستطيع علماء النفس والاجتماع والتاريخ تفسير هذه الحاجة إلى مغادرة المنزل للذهاب إلى المسرح، والالتقاء، والتخطيط للمستقبل، والتجمع، وإسعاد المبدعين، والمشاركة، والمناقشة. ولكن، في النهاية، هل يساهم المسرح حقا في التخفيف من كراهية العالم؟ أود أن يقول لي أحدهم عكس ذلك".

وخلص الجعايبي الى القول :"أعتقد أننا نعيش في عصر مشابه لعصر النهضة الأوروبية، وهو عصر انتقالي جذري. العالم ينهار على جميع المستويات. من هم في عمري يعرفون مدى التغير الذي طرأ على تونس منذ سبعينيات القرن الماضي. نرى ذلك في جميع جوانب الحياة: أزمة أخلاقية عميقة، استهلاك جامح، صعود الذكاء الاصطناعي... نحن نصبح كائنات تستهلك وترفض، ذات وعي هش. إذن، لماذا نمارس المسرح؟ هذا سؤال أساسي من وجهة نظر أنثروبولوجية، وأنا أطرحه عليكم".

المتدخل الثاني كان عبد الرحمان كاماتي وهو أحد الخبراء البارزين في الاستراتيجيات الثقافية والعلاقات بين أوروبا وأفريقيا وقدّمه  علي بنور المتحدث وهو  يشغل حاليا منصب المدير التنفيذي لـ  "ماسا"، أكبر منصة أفريقية مخصصة للفنون الأدائية الحية.

 كاماتي قال أنه  يريد  خدمة القارة الإفريقية، بإمكاناتها الإبداعية الهائلة التي تعاني من ضعف المنظومة الثقافية، غياب  استراتيجيات طويلة الأمد.و  دعا إلى استلهام تجارب دول الجنوب مثل إندونيسيا، رواندا، كوريا الجنوبية، البرازيل،معتبرا أن ذلك أفضل من  تقليد النماذج الأوروبية. ودعا الى ضرورة تعزيز العلاقة بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء، حيث أن هاتين المنطقتين "لا تعرفان بعضهما البعض بما فيه الكفاية"، 

ومن المملكة المغربية  تحدثت المخرجة السينمائية والمسرحية مديرة المعهد العالي للفن المسرحي بالرباط  لطيفة أحرار، و قدّمها    سعيد كريمي، الأستاذ والباحث في جامعة مولاي إسماعيل في مكناس، والمتخصص في المسرح والفنون والأدب الحديث.

وتحدّثت  عن رؤية قائمة على الفكر التعددي والمتنوع، تغذيها حركة مستمرة من البناء والتفكيك ، وهي عقلية تربطها بتاريخها الشخصي الذي اتسم بطفولة متنقلة في أكثر من مكان، بصفتها ابنة عسكري. وقالت أن الفنان يواجه الكثير من العوائق لكن يجب أن يبقى صامدا ويقاوم وأشارت إلى أنّها كثيرا ما تتعلّم من طلاّبها .

أما الدكتور  محمد مسعود دريس، فقدّمه المخرج يوسف مصباح مارس الذي أشار إلى جهود إدريس في البحث العلمي وتوجيهه لطلبته وتمثّل مسيرة أدريس نموذجا للمثابرة والعطاء العلمي الغزير 

تواصل المنتدى في اليوم الثاني مع مجموعة أخرى من المسرحيين من تجارب مختلفة  وكانت البداية مع توفيق الجبالي في تقديم للناقد لطفي العربي السنوسي .

وأنتقد الجبالي حصر أعماله في " كلام الليل " فقط و" النكتة " معتبرا أن " التأويل  " يقتل المسرح وأعتبر أن الجمهور يريد أن يرى المسرحي حسب ذوقه هو وليس حسب حقيقة المسرحية مبرزا أن المجتمع التونسي أصبح عصيّا على التصنيف .وأكد على ضعف الرؤية الفكرية في المسرح التونسي من ذلك أنّ آخر بيان كان سنة 1966.

و  من إيجابيات هذا المنتدى أنّه فتح نافذة على تجارب مجهولة للجمهور التونسي منها تجربة كولمبيا 

 من خلال   تجربة ماريا أديلاييد بالاشيو. وهي أكاديمية وكاتبة وممثل ومخرجة تدير حاليا قسم الفنون المسرحية في جامعة بونتيفيكال جافيريانا، تحدثت عن أهمية التفاعل مع الجمهور وأكّدت على أن المنبع الأول للاستلهام لديها هو الحياة اليومية   وهو ما ترجمته في مشروعها "الخروج إلى الشارع ليس نهاية العالم". أنشئ هذا المشروع الخرائطي الحضري في عام 2022، ودعا المشاركين إلى إعادة ابتكار وإعادة تصور المدينة من خلال الكتابة. وقد قدمت المديرة الثقافية والمنتجة الفنية الكولومبية مانويلا فالديري اللقاء.

ومن كولمبيا إلى روسيا عبر تجربة  المسرحي الروسي كولوف تيمور، الذي يدير حاليا مسرح براينستيف للشباب في سانت بطرسبرغ.تحدّث  المخرج والممثل في مداخلته على الدور الهائل للتدريب، مشددا على أن التدريب والموهبة يكملان بعضهما البعض كما تحدّث عن   خصوصيات   المسرح الروسي.

بعد تجربتي روسيا وكولومبيا قدّم الثنائي محمد عبازة وبسمة الفرشيشي تجربة عزالدين المدني الذي يعدّ من أبرز الكتّاب المسرحيين في العالم العربي وتغيّب عن اللقاء لأسباب صحيّة وفي تقديمه لتجربة المدني أعتبر محمد عبازة الذي رافقه طويلا أنّه كان ضحيّة خياراته الفنية وتمسّكه بالنص الكلاسيكي .وقدّم عادل بوعلاق الأستاذ في المعهد العالي للموسيقى والمسرح بالكاف 

 مدير المسرح الفني في أستراغالي والكاتب والمخرج الإيطالي فابيو طوليدي  الذي تحدّث عن  الظروف التي يعمل فيها الفنانون والفنيون وراء الكواليس معتبرا أنّهم عماد المسرح كما توجّه بتحيّة إلى المسرحيين في غزّة  وأعلن عادل بوعلاق أنّ الفنان الإيطالي الذي زار الكاف مرات عديدة يعمل حالياً على إعداد مشروع ضخم تشارك فيه عدة مؤسسات وستكون  مدينة الكاف  من مكوّنات المشروع ..

وفي اليوم الثالث للمنتدى كانت البداية مع أستاذة الفلسفة في المعهد العالي للعلوم الأنسانية بتونس أم الزين بن شيخة التي قدّمها الأستاذ عمر علوي مبرزا خصوصيات مسيرتها في تدريس الفلسفة واهتمامها بالفن والجماليات .

وتحدّثت بن شيخة عن العلاقة بين الفلسفة والمسرح من اليونان وافلاطون وأرسطو إلى اليوم .إذ أن الفلسفة تضع أسس التفكير لكن المسرح يقدّمها على الركح .

هذا المنتدى كان فرصة لأكتشاف تجربة أخرى مجهولة للجمهور التونسي وهي التجربة السودانية من خلال أستضافة المسرحي علي مهدي نوري الذي يلخّص نصف قرن من التجربة السودانية وقدّمه الباحث والناقد السوداني عصام أبوالقاسم 

في استضافة لإحدى الشخصيات البارزة في المشهد الثقافي السوداني والعربي، حضر الممثل والمخرج المسرحي علي مهدي نوري الذي قدمه الناقد المسرحي والثقافي السوداني عصام أبو القاسم.  .

عرف علي مهدي نوري بمسرحه السياسي في "هو وهي" التي شكلت نقطة تحول استمر عرضها الجماهيري أكثر من سبع سنوات وانتقلت إلى معظم عواصم السودان وعرفت ببداية المسرح التجاري.كما أسس عام 2004 فرقة البقعة. ترتكز أعماله المستوحاة من التراث الثقافي السوداني على تقنيات السرد المختلفة فضلا عن الفولكلور وفن التمثيل. كما يقود مشاريع فنية في مناطق النزاع، حيث يقدم عروضاً لجنود أطفال سابقين أو أيتام حرب. وهو الحائز على جائزة اليونسكو- الشارقة للثقافة العربية في عام 2011 والناشط في المعهد الدولي للمسرح، تحدث الفنان عن طريقة تكيفه مع المشهد السياسي السوداني، مع الحفاظ على نفسه ووفائه لخياراته، قائلا:  "بالتأكيد، لم يكن الأمر سهلا  أبدا مع هؤلاء السياسيين الذين يبحثون عن أدنى خطأ، ولكن بقليل من المكر والحكمة قبل كل شيء، تمكنت دائما من الخروج من المأزق". 

قدّم الدكتور محمد المديوني  الأكاديمي الفرنسي باتريس  الذي  ساهم بشكل كبير في تجديد أساليب التحليل المسرحي من خلال دمج مناهج من عدّة أختصاصات مثل  اللسانيات و الدراسات الثقافية، مع التركيز على قاموسه الشهير للمسرح الذي يعد مرجعا رئيسيا للطلاب والفنانين والباحثين. ركزت مداخلة بافيس وتقديم المديوني له وتفاعلات الحضورعلى مسيرة هذه الشخصية البارزة في الدراسات المسرحية المعاصرة، التي أثرت أعمالها تأثيرا عميقا على البحث والممارسة المسرحية منذ سبعينيات القرن الماضي كرائد في علم السيميائية المسرحية، حيث اقترح أدوات تحليلية تسمح بفهم المسرح كلغة معقدة مكونة من علامات بصرية وصوتية وجسدية ونصية.

الفنان العراقي  صلاح القصب كان ختام المنتدى في تقديم للدكتور   رياض موسى سكران الذي قدّم  مسيرة هذا الفنان الذي نجح في ترك بصمة على المسرح العربي، والذي يعتبر ذاكرة حية وأحد أبرز رواد "مسرح الصورة"“. فهذا الفنان المتميز يصوغ المسرح كفضاء يلتقي فيه الشعر والفكرة، والضوء والقسوة، ليؤلف لوحات مسرحية نادرة في رؤيتها. من خلال تدريسه في كلية الفنون الجميلة في بغداد، 

 يذكر أن القصب لم يغب عن أيام قرطاج المسرحية منذ تأسيسها في 1983وقد أختارها لمنح الجائزة التي تحمل أسمه.

اليومية

« كانون الأول 2025 »
اثنين ثلاثاء الأربعاء خميس جمعة سبت الأحد
1 2 3 4 5 6 7
8 9 10 11 12 13 14
15 16 17 18 19 20 21
22 23 24 25 26 27 28
29 30 31        

أحدث التدوينات

everymatrix altyapılı bahis sitelerikareasbetDeneme bonusu veren sitelersiyah bayrak at yarışı tahminlerikareasbet giriÅŸkareasbetbetingo giriÅŸyabancı dizi izleBetwild güncel giriÅŸgüvenilir casino sitelerigobahis giriÅŸyabancı dizi izlegobahis giriş1kareasbetcasino.comasper casino