كانون1/ديسمبر 11, 2025

Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي (المسابفة الرسمية)

By تشرين2/نوفمبر 27, 2025 13

احتضنت قاعة الفن الرابع بتونس العاصمة يوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 ضمن عروض المسابقة الرسمية للدورة السادسة والعشرين من أيام قرطاج المسرحية، عرضين لمسرحية "الهاربات" تأليف وسينوغرافيا وإخراج وفاء الطبوبي، وهذا العمل المسرحي إنتاج مشترك بين المسرح الوطني التونسي وشركة الأسطورة للإنتاج بدعمٍ من وزارة الشؤون الثقافية.

منذ البداية تنطلق المسرحية بلحظات قلق وانتظار، حين يجتمع على الركح 06 شخصيات جسدها كل من فاطمة بن سعيدان ومنيرة الزكراوي ولبنى نعمان وأميمة البحري وصابرين عمر وأسامة الحنايني.. جمعهم فضاء خارجي وهو محطة الحافلة التي طال انتظارها ولن تأتي، ليكون هذا الانتظار وهذا الفضاء منطلقا لتعرية ونقد ظواهر ومشاكل اجتماعية في مجتمعنا، منها ما تجذّر فيه ومنها ما ألقت رواسب السياسة السلبية به على هذا المجتمع الذي ظل ينتظر تغييرا لم يحصل بعد.

في عملها الجديد اختارت وفاء الطبوبي فضاء قفرا سمته العتمة لتبعث فيه الحياة بأداء ممثلين محترفين أبدعوا في أداء شخصياتهم المختلفة التي ترمز للطبقات الاجتماعية الكادحة، التي دمّرها النظام الرأسمالي الجشع، فترى عاملة النظافة المسنّة (فاطمة بن سعيدان) والأستاذة النائبة (صابرين عمر) التي تنتظر انتدابها رسميا من الدولة، وخريجة الحقوق التي تحلم بممارسة مهنة المحاماة (أميمة البحري) تستنزف كمساعدة، والعاملة بمصنع خياطة (لبنى نعمان) تستنزف يوميا في عملها، والمرأة التي تجمع القوارير البلاستيكية (منيرة الزكراوي) والشاب المطلق (أسامة الحنايني) والمطارد قضائيا بسبب عدم قدرته على خلاص النفقة.

رمزيات الشخصيات كانت كافية لوحدها، لتناول ظواهر اجتماعية سلبية تنخر مجتمعنا وظواهر أخرى جعلت هذه الشخصيات مفعولا بها وغير قادرة رغم اجتهادها من التمتع بالعيش الكريم، والعيش في خوف مستمر من القادم وحتى من عواقب الحاضر، وبين طرح لهذه المشاكل والظواهر والقضايا، ومنها الفقر والتهميش، والبنية التحتية المهترئة والمخاطر البيئية، تأخذك المسرحية بين القضية والأخرى إلى متاهة وجودية يعيشها أبطال المسرحية مع ذواتهم وفي علاقاتهم ببعضهم البعض. ومن هذه العتمة الوجودية تتولد أسئلتها من نحن؟ وما مآلنا؟

ومن هذا المنطلق جاء البناء الدرامي للأحداث مدروسا بدقة وعمق، فانطلق العرض بعقدة تتطور تدريجيا بشكل تصاعدي يبلغ ذروته قبل كل نهاية لأن لكل مشهد من العمل عقدته وذروته، فعلى مدار ساعة ونصف من الزمن تحملك وفاء الطبوبي في رحلة مليئة بالألم لكنها رحلة ممتعة جدا لما ما تضمنته من زرع قصري للأمل، الذي يتناثر كالفرشات من منطوق عاملة النظافة بالمنازل (فاطمة بن سعيدان) التي أبدعت في أداء دورها وكانت الترياق الذي يعون كل وجع تقريبا في هذا العمل.

مخرجة "الهاربات" قدمت طبقا من النقد الساخر وضعت فيه من بهاراتها الفنية التي لا تعرف سر مكوناتها غيرها، لتعطي نكهة خاصة لعملها.. نكهة لا تبتعد كثيرا عن نكهة أعمالها السابقة المتوجة سابقا في هذا المهرجان، واختارت طبخة فنية جمعت فيها بين حسن اختيار الممثلين، وبين اختيار الفضاء القفر والعتمة لتلعب بالإضاءة كما تشاء وبها تحول شخصياتها في مدّ وجزر وتشويق كان نبراس المشاهد في هذه الرحلة المسرحية التي شرّحت فيها مجتمعها "هاربة" به إلى تخيّل ما يجب أن يكون.

 

اليومية

« كانون الأول 2025 »
اثنين ثلاثاء الأربعاء خميس جمعة سبت الأحد
1 2 3 4 5 6 7
8 9 10 11 12 13 14
15 16 17 18 19 20 21
22 23 24 25 26 27 28
29 30 31        

أحدث التدوينات

everymatrix altyapılı bahis sitelerikareasbetDeneme bonusu veren sitelersiyah bayrak at yarışı tahminlerikareasbet giriÅŸkareasbetbetingo giriÅŸyabancı dizi izleBetwild güncel giriÅŸgüvenilir casino sitelerigobahis giriÅŸyabancı dizi izlegobahis giriş1kareasbetcasino.comasper casino